كنت أسير أنا وأختى فى طريق طويل ومظلم سرعان ما تحول إلى غابة كثيفة الأشجار , مظلمة كئيبة ومريبة , تثير الرعب فى النفوس , فجأة أصبحت اسير وحدى شعرت بالقلق قليلاً لكنى لم أهتم بالبحث عن أختى , رأيت أمامى منزلاً يشبه الأكواخ التى نراها دائماً فى الأفلام , تلك المنازل الوحيدة المنعزلة التى تستقر فى وسط غابة مظلمة , ذهبت إلى ذلك المنزل فوجدت إمرأة تجلس بالقرب من المدفأة التى تتوسط غرفة الجلوس , تذكرتها سريعاً فقد رأيتها من قبل , هى زميلة أمى فى العمل , سيدة غريبة جداً دائماً ترتدى اللون الأسود بلا سبب , وجدتها تجلس على كرسى خشبى من النوع الهزاز وتحمل فى حضنها طفلة رضيعة جمالها يفوق الوصف , بياض كالثلج وخدود وردية , وشفاهها حمراء ممتلئة , أما عيونها كبيرة واسعة زرقاء كالبحر , طفلة جميلة جداً لدرجة تثير الرعب فى النفس , ورأيت فى منتصف الغرفة منضدة خشبية قديمة تهتز وتصدر صريراً , وكأن صريرها ينطق بكلمة واحدة ويكررها مراراً "حتموتوا .. حتموتوا " .. فما كان يومين إلا وماتت أخت تلك المرأة ومعها زوجها وابنها وبنتها أثناء نومهما مختنقين من الغاز.