ميتتي الأخيرة
لقد حان الوقت لأخبر الجميع عما تعرضت له، لأخبرهم عما حدث لي، عما عانيته.. حان الوقت لأروي لكم قصتي الحزينة وكيف مت مرارا ومرارا، كيف قتلني هؤلاء بلا رحمة ولا شفقة؟! تزاحموا حولي وانهالت علي الصفعات واللكمات، ظننت الأمر سينتهي بهذا الضرب العنيف وأني سأتلقى ضربا مبرحا وسيتم سرقتي وتنتهي تلك المأساة. لكن في مجتمعي المتدين بطبعه لا توجد شفقة ولا رحمة ولا إنسانية، والأنثى مجرد غرض لتلبية رغبات وشهوات هذا الكائن المدعو ذكر. فقد التفوا حولي وتبادلوا ضربي بقسوة وشدة، دفعوني فسقطت أرضا وسحبني أحدهم من شعر رأسي، لم أدر ما يحدث ولم؟ انهالوا علي بالركلات حتى نزفت من أنفي وفمي وجُرح رأسي، انسال الدم على عيناي فلم أعد أرى بوضوح، ولم يتوقف الضرب. لم أرى وجههم فقط أشباح تنهال علي بالضرب، وسمعت قهقات وضحكات عالية تنم عن سعادتهم البالغة بإهانتي. وددت لو ينته العذاب لأعود مسرعة لمنزلي وأماني، لكن لم تكن تلك النهاية ومن ثم تكالبت علي الأيدي لتمزق ثيابي وتنزع عني ما تبقى من كرامتي وأماني، جردوني من كل شيء.. وتناوبوا علي، تناوبوا على نهش جسدي الضعيف.. تمنيت الموت ولم يأتني تمنيت أن ت...