ميتتي الأخيرة
لقد حان الوقت لأخبر الجميع عما تعرضت له، لأخبرهم عما حدث لي، عما عانيته..
حان الوقت لأروي لكم قصتي الحزينة وكيف مت
مرارا ومرارا، كيف قتلني هؤلاء بلا رحمة ولا شفقة؟!
تزاحموا حولي وانهالت علي الصفعات واللكمات،
ظننت الأمر سينتهي بهذا الضرب العنيف وأني سأتلقى ضربا مبرحا وسيتم سرقتي وتنتهي
تلك المأساة.
لكن في مجتمعي المتدين بطبعه لا توجد شفقة
ولا رحمة ولا إنسانية، والأنثى مجرد غرض لتلبية رغبات وشهوات هذا الكائن المدعو
ذكر.
فقد التفوا حولي وتبادلوا ضربي بقسوة وشدة، دفعوني
فسقطت أرضا وسحبني أحدهم من شعر رأسي، لم أدر ما يحدث ولم؟ انهالوا علي بالركلات
حتى نزفت من أنفي وفمي وجُرح رأسي، انسال الدم على عيناي فلم أعد أرى بوضوح، ولم
يتوقف الضرب.
لم أرى وجههم فقط أشباح تنهال علي بالضرب،
وسمعت قهقات وضحكات عالية تنم عن سعادتهم البالغة بإهانتي.
وددت لو ينته العذاب لأعود مسرعة لمنزلي
وأماني، لكن لم تكن تلك النهاية ومن ثم تكالبت علي الأيدي لتمزق ثيابي وتنزع عني
ما تبقى من كرامتي وأماني، جردوني من كل شيء..
وتناوبوا علي، تناوبوا على نهش جسدي الضعيف..
تمنيت الموت ولم يأتني
تمنيت أن تنته حياتي .. لكن لم تنته
وحين انتهوا مني .. وانتهوا من تعذيبي
وإهانتي رحلوا وتركوني عارية بوسط الطريق، ظننت أنها النهاية
لكن
لم تكن تلك هي!!
بل كانت بداية .. بداية مأساتي مع مجتمع كاره
لكل ما هو مؤنث، مجتمع ذكوري لا يرحم الأنثى ولا يحترمها
ذاك المجتمع المقزز الذي يلوم الضحية ويضع
على كاهلها أسباب الفساد، ذلك المجتمع الذي يدافع عن السارق والمتحرش والمغتصب،
الذي يحرض ويحث على إهانة المرأة وتعنيفها، الذي يحث الذكور على العهر.
ذلك المجتمع الذي يهلل فرحا وشماتة في الضحية
ويبرر للمتحرش والمغتصب.
حاولت مواجهة المجتمع الفاسد واخباره أني
ضحية تحتاج العون والمساعدة، فأبى ألا يلومني..
وها أنا أتلفظ أنفاسي الأخيرة لأرحل عن
الدنيا الظالمة وألقي بلعناتي على المجتمع الذي قتلني.
واقع مخزي للاسف
ردحذفحسبنا الله ونعم الوكيل.. مجتمع فاسد وظالم
ردحذفللأسف عايشين في مجتمع ذكوري كاره لكل أنثى
ردحذفواقع مقرف ربنا يخلصنا من الدنيا على خير
ردحذفأحسنتي الوصف والتعبير
ردحذفكلام أكتر من رائع وموضوع مميز جدا .. ربنا يوفقك
ردحذفروعة أحسنتي التعبير
ردحذفكلام موجع يا ساتر يارب
ردحذفكلمات توجع القلب ربنا يستر
ردحذفربنا يستر على بناتنا من الواقع الزفت اللي عايشين فيه
ردحذف