حقيقة التاريخ النوبي

حقيقة التاريخ النوبي
انتزاع العرش والحكم من المصريين

أصل النوبيون

-  أهل النوبة أو النوبيبون ليسوا من سكان مصر الأوائل وليست لهم جذور مصرية أصيلة , لكنهم ارتحلوا إلى مصر وسكنوا فى مصر العليا حاليا ( مصر الوسطى قديما ) واستوطنوا المنطقة وعاشوا فيها كمصريين , ولم يشاركوا فى الحكم مطلقا ولم يكن لهم أى فضل فى نشأة الحضارة الجيبتية ( الفرعونية ) فكانوا من الطبقة العاملة , مثلهم مثل كافة أطياف الشعوب التى عاشت فى مصر ولم تكن ذات جذور مصرية .
- أهل النوبة هم بدو رحالة من قبيلة تدعى نوبيا التى تحولت إلى نوبة , أتوا من ليبيا بحثا عن المياه واستقروا فى مصر دون وجود نزاع أو صراع من قِبَل الحاكم أو الشعب الجيبتى  واستقروا على ضفتى النيل فى مصر العليا وهى مصر الوسطى قديما حيث امتدت حدود مصر الفرعونية من منبع نهر النيل بأثيوبيا وحتى البحر الأبيض المتوسط , ويظهر فى العديد من النقوش الفرعونية والجداريات وجود النوبيون والكوشيون كطبقة عاملة ليس أكثر .


وصول النوبيون للحكم

أما عن وصول النوبيون للعرش والسيطرة على حكم البلاد  فكان ذلك فى فترة ضعف الإمبراطورية الجيبتية جراء الحروب المستمرة وخاصة حروبها ضد الفرس , فاستغل النوبيون الفرصة  واغتصبوا عرش الدولة المصرية وقاموا بتأسيس أسرة جديدة هى الأسرة الخامسة  والعشرين , ومن الأسرة السادسة والعشرين حتى الأسرة الواحدة والثلاثين عاد الحكم  جيبتى فرعونى مرة أخرى ربما لم يكن بنفس القوة كما فى الأسرات الأولى والوسطى ولكن عاد الحكم لأصحابه .
- لم يكن الحكم النوبى يتميز بالقوة الرهيبة  كما يصفه بعض المؤرخين المتحيزين جدا للتاريخ النوبى ,بل بالعكس فقد كان نقطة سودا فى التاريخ المصرى ويمثل تماما مقولة " اتقى شر من أحسنت إليه " ,  فسلسلة الفراعنة السود فى الأسرة الخامسة  والعشرين  كانوا السبب الرئيسى  لفقدان مصر ( أيجيبتوس) مساحة  كبيرة من أرضها , حيث  فقدت مصر العليا  بأكملها , وهى المنطقة  من جنوب أسوان  بدءا من السودان  وحتى منبع  نهر النيل بأثيوبيا , كما أن النوبيون باتحادهم مع الكوشيين استغلوا ضعف الدولة وقاموا بثورات حتى قاموا بغزو مصر العليا واحتلالها ولم يقف طموحهم عند ذلك بل أكملوا غزوهم حتى احتلوا مصر بأكملها , فحتى وإن تميزت الأسرة الخامسة والعشرين واشتهرت وأقامت مظاهر أثارية خاصة بها فى تلك المنطقة إلا أنها أضعفت الدولة وطمست الأثار الجيبتية فى مصر العليا بل وتسببت بفقدان مصر العليا .

منطقة النوبة

- عرفت المنطقة الجنوبية الحالية  من أرض مصر باسم " نوب " أى أرض الذهب فظن العديد أن اسم النوبيون مشتق من تلك الكلمة متناسين أصل أهل قبيلة نوبيا , أما كلمة نوب فتعنى الذهب لكثرة مناجم الذهب فى تلك المنطقة , وبديهيا إذا كان النوبيون هم أصحاب الأرض الأصليون بل ويعيشون عليها فلماذا لم يمتلكوا مناجم الذهب ؟ّ!!  ولماذا لم يحكموا البلاد منذ البداية ؟!!!                              
- يقع إقليم النوبة فى جنوب مصر وهو شمال السودان على ضفتى النيل ويقع هذا الإقليم اليوم فى جنوب مصر ما بين الأقصرو أسوان حتى نهاية الحدود المصرية  .
- الجزء الشمالى من النوبة مع الحدود الشمالية عند شلال أسوان عرفت بإسم واوات  وفى الطرف الجنوبى عند الشلال الثانى ( بحيرة ناصر الان ) .
- توحد كل من أهل النوبة وأهل بلاد قوش (كوش) وقد اتفقوا على أنهم جميعا نوبيون نظرا لتشابههم فى لون البشرة وأطلقوا على المنطقة الواقعة من منبع نهر النيل وحتى حدود السودان الحالية اسم " بلاد النوبة " واتخذوها مقرا لهم وانفصلوا بها  عن الأراضى  المصرية , واتفقوا ضد الحكام الجيبتيين فقاموا بالعديد من الثورات ضد حكام أيجيبتوس ( مصر ) , حتى تمكنوا من اغتصاب العرش الجيبتى والوصول إلى الحكم .

- نتائج حكم النوبيون

لم تكن الأسرة الخامسة والعشرين أسرة عظيمة كما يصفها البعض فنتائج حكمها كانت وخيمة وتسببت فى تشويه التاريخ الجيبتى وفقدان الكثير من معالمه وملامحه التاريخية والأثارية .

1-  التسبب فى إضعاف الدولة الجيبتية وانهاك قواها .
2- الانفصال بالأراضى الجنوبية ( أثيوبيا والسودان حاليا ) عن الأراضى المصرية التى كانت تمتد من منبع نهر النيل جنوبا وتتجه شمالا حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
3- تم محو وإزالة  كل المعابد والتماثيل وأى شكل من أشكال الحضارة الجيبتية فى الأراضى الجنوبية ( أثيبوبيا والسودان حاليا ) , ومحو أى أثر تارخى لحكم الجيبتيين لتلك المنطقة وذلك لتشويه التاريخ .
4- ضياع الأراضى الجنوبية إلى الأبد , فلم تعد أراضى جيبتية .
5- محاولة من النوبيون لتشويه التاريخ وترسيخ فكرة أنهم أصحاب الأرض قاموا بمحو الملامح الجيبتية من الأثار الموجودة فى مصر العليا وأضافوا بعض اللمسات النوبية مثل بناء بعض التماثيل وطلائها باللون الأسود وإعطاءها الملامح النوبية الأفريقية مثل الشفاه الممتلئة الغليظة والأنف الكبير الأفطس .
6- قاموا بنهب ثروات مصر , ومن مظاهر إهدارهم لثروات مصر بناء مايقرب من 220 هرما فى مصر العليا.


- ملوك النوبة  

- الأرا النوبى :
قاد النوبيين والكوشيين فى ثورتهم وقام بغزو مصر واغتصاب الحكم المصرى .

- كاشتا :
أحد مؤسسي مملكة  نبتة النوبية .

- بعانخي ( بيا ) :
ورث العرش عن والده كاشتا ، لقب بالكاهن الأعظم ، والقائد الأعلى للجيوش.
 " سوف اجعل مصر تتذوق طعم اصابعي "
هكذا قالها بعانخي حينما أراد ان يحرك جنده قاصدا  حكم مصر , وكلماته تكشف الحقد الدفين ومدى كرهه  لمصر والمصريين , رغم أن النوبيين عاشوا فى مصر كالمصريين , لكن الطمع فى الحكم والنفوذ قد أعمى عينيه.
- احتل بعانخي الجزء الجنوبى من الإمبراطورية المصرية  وحكمه وأطلق عليه  بلاد النوبة  وتسبب فى تقسيم البلاد واضعاف الحكم  أكثر , ولم يكتف بذلك لكنه اعتبر نفسه انه الحاكم الحقيقي  لمصر وأنه يستحق التوريث مثله مثل ملوك مصر ذو الأصول الجيبتية مثل رمسيس الثاني وتحتمس الثالث
- في العام 730 ق م قرر بعانخي أن الطريقة المثلي  لحفظ  مصر من نفسها هو غزوها وأنه ستسيل دماء كثيرة قبل التحرير والخلاص , ولا يعرف أى خلاص كان يقصد وقتها .
- حينما توفي بعانخي في عام 715 ق م بعد حكم دام لحوالي 35 عاما  تم دفنه حسب وصيته علي الطريقة المصرية  ببناء هرم له مع أربعة من أحب خيوله .

- شباكا :
- خلف أبيه ( بعانخي ) على عرش النوبة , تجلت في عصره الأطماع الآشورية ، إلا أنه اتبع سياسة مسالمة ولم يدخل في أي صراع معهم .
- عين أخته  امنارديس في منصب عابدة  الإله ، وهو منصب ديني رفيع في مصر أنذاك , كما عين أخاه خارماخيس  كاهنا أعظم ، وكانا بمثابة مساعدين له في إدارة البلاد .
- وحد مصر وكوش في دولة واحدة ووضع التاج المصري المزدوج على رأسه ، وأقام في مصر فترات طويلة نسبة للأوضاع السياسية هناك .
- في عهده تمرد ملك سايس المسمى ب " بوكخوريوس " فقام شاباكا بالقبض عليه وإحراقه .لم تكن مصر بأكملها تحت سيطرته ، حيث كانت الدلتا الوسطي والشرقية مستقلة عنه .نسبة لعدم الاستقرار في الدلتا , حاول شاباكا كسب ود ودعم النخب الكهنوتية في منف وغيرها ، كما حرص على إقامة علاقات سلمية مع الآشوريين عندما قام بتسليم احد المتمردين المعارضين  لهم عند لجوئه  لمصر بحثا عن الحماية .
- قبل عام أو عامين من وفاته جعل شاباكا ابن اخيه شبتاكا خلفا له في العرش .

- شبتاكا :
خلف عمه شباكا على العرش واختار سياسة خارجية أكثر تشددا من سلفه .
استدعى أخاه الأصغر تهارقا للقدوم إلى الحبشة  بجيشه وأرسله إلى الشام لمساندة حكام سوريا وفلسطين في صراعهم ضد الملك الآشوري سنحاريب الذي كان يزحف لغزو بلاد الشام ، إلا أن هذا الجيش هزم  عاد إلى مصر في عام 704 ق م .
عاود شبتاكا إرسال حملة أخرى بقيادة تهارقا إلا انه لم يخض أية معارك نتيجة لمرض فتاك انتشر بين الجنود الآشوريين أدى إلى موت معظمهم .


- تهارقا (طهارقة)  :
- خلف شبتاكا على العرش  , تولى قيادة الجيوش النوبية وهو لم يزل في العشرين من عمره ، حينما أرسله عمه شبتاكا لملاقاة الآشوريين في الشام  ,
واتبع سياسة متشددة مع حكام الدلتا المتمردين حيث كان يقوم بأخذ زوجاتهم أسري ويرسلهم لخدمة  المعابد النوبية في كوش .
- نتيجة لانشغال الآشوريين مشاكلهم الداخلية  فقد وجد تهارقا الفرصة  للقيام بالأنشطة المدنية ، فانشأ العديد من المعابد في كل من كوش ومصر ، بالإضافة لتكثيف العمل في مناجم الذهب في الصحراء الشرقية وإنشاء أفران في مروي لصهر الحديد الذي كان يحتاجه لصناعة الأسلحة .
- اضطر تهارقا للفرار من منف إلى الجنوب عندما حاصرها الملك الآشوري أسارحادون عام 674 ق م ، ولكنه عاد إليها وتمكن من استعادتها في عام 669 ق م , إلا انه لم يحتفظ بها طويلا حيث انسحب منها في عام 666 أمام جيوش الملك الآشوري اشور بن بعل .
- بنى تهارقا أهرامه في نوري  , وقبل سنة من وفاته قام بتعيين ابن اخيه " تانوت أماني" خلفا له على العرش ، وتوفى عام 663 ق م .


- تانوت أماني :
تولى العرش بعد عمه ترهاقا ، ويعد آخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين .
غادر فور توليه العرش إلى مصر تلبية لنداء حكام لإنقاذهم من الآشوريين فلم يواجه أية مقاومة تذكر حتى وصل منف واستولى عليها ، إلا أن آشوري بن بعل أرسل حملة استعادت منف وتبعت تانوت أماني إلى طيبة مما اضطره إلى الانسحاب مجددا إلى كوش .
وتوفي عام 653 ق م ودفن  بجبانة الكرو ، وبوفاته تنتهي السيطرة النوبية الكوشية على مصر .



- ملوك النوبة وفترة حكمهم 
الأرا النوبي           680 BC – 685 ق.م.
كاشتا      680 BC – 707 ق.م.
بعنخي    ح. 752 BC – 721 ق.م.
شباكا      721 BC – 707 ق.م.
شبتكو     707 BC – 690 ق.م.
تهاركا (طهارقة)     690 – 664 ق.م.
تنوت أماني      664 – 656 ق.م. (توفي 653 ق.م.)


#اعرف_أصلك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دمت لي

أصل شعوب العالم