دولة المرابطة - المرابطون
دولة المرابطة :-
فى الفترة
(448-541هـ ،
1056-1147م )
عرفت تاريخيا باسم دولة المرابطة أو المرابطون , امتدت سيطرتها من المحيط الأطلسي غربًا وبلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبًا، وامتدّت شرقًا لتحاذي بحيرة تشاد في الصحراء الكبرى وامتد هذا المجال في الشمال مخترقا جبال الأطلس وتجاوزت البحر المتوسط وسيطرت على الأندلس.
النشأة :-
- البداية :
فى جنوب المغرب الأقصى بجنوب موريتانيا حيث قبيلة جندالة التى تنحدر من قبيلة صنهاجة ذات الأصول الأمازيغية , وهى قبيلة مسلمة الديانة , نشأت الدولة كمبادرة إصلاح دينى على يد قائد قبيلة جندالة الشيخ يحيى بن إبراهيم شيخ قبيلة جدالة .
- عندما رأى يحيى بن إبراهيم الفساد الدينى والأخلاقى قد انتشر فى قبيلته , حيث انتشر الزنى وشرب الخمر وسادت السرقة فأصبحت أمرا اعتياديا , وابتعد أهل القبيلة عن أصول الدين الإسلامى , وانتشر تعدد الزوجات ليزيد عن أربعة , ولا أحد يعترض على تلك الأفعال بل أصبحت متداولة وشائعة فى القبيلة , ولم يجد الشيخ يحيى نفسه يملك العلم الذى يستطيع به إصلاح قبيلته , فقرر أن يذهب للحج وفى طريق عودته يمر على حاضرة الإسلام فى المنطقة وهى مدينة القيروان فى تونس الحالية ليخبر علماؤها بأمر قبيلته عل أحدهم يرجع معه ويساعده فى الإصلاح .
- بينما هو فى القيروان التقى بالشيخ أبا عمران موسى بن عيسى الفاسى ، وهو شيخ المالكية في مدينة القيروان , وكان المذهب المالكي هو المنتشر في كل بلاد الشمال الإفريقي وإلى عصرنا الحاضر، كما كان هو المذهب السائد في بلاد الأندلس , فقص عليه الأمر فما كان من أبا عمران إلا أن أرسل معه شيخاً جليلاً يعلم الناس الإسلام وهو الشيخ عبد الله بن ياسين.
- اتجه الشيخ ياسين إلى جنوب موريتانيا حيث قبيلة جدالة وأخذ على عاتقه مهمة تعليم الإسلام , خاصة بعد أن هاله أمر الناس من ارتكاب المنكرات والفواحش , فأخذ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, وكان الناس في جهل مطبق وبعدٍ تام عن الإسلام فكان الدين عندهم قليلاً وأكثرهم من الجهلاء، ليس عند أكثرهم غير الشهادتين ولا يعرف من وظائف الإسلام سواهما, لكن للأسف صار عليه أهل القبيلة فالكل يريد أن يعيش في شهواته دون قيود أو شروط ، فبدأ الناس يجادلونه ويصدونه عما يفعل، ولم يستطع يحيى بن إبراهيم زعيم القبيلة أن يحميه فلو أصر يحيى على موقفه هذا لخلعه أهل القبيلة ,استمر الشيخ على موقفه واستمر فى دعوته فما كان من أهل قبيلة جدالة إلا أن طردوه من البلاد .
- ذهب الشيخ ياسين جنوبا بعيدا عن الحضر والمدن حتى وصل شمال السنغال , صنع خيمة بسيطة له وجلس فيها وحده، ثم بعث برسالة إلى أهل جدالة في جنوب موريتانيا، يخبرهم فيها بمكانه فمن يريد أن يتعلم العلم فليأتني في هذا المكان , فبدأ يأتى إليه القليل من أهل جدالة يجلسون فى خيمته يتعلمون منه أمور الدين الإسلامى وفرائضه , ومع الوقت بدأ العدد يزداد حتى ضاقت عليهم الخيمة , فأقاموا خيمة ثانية فثالثة فرابعة وكلما ازداد العدد زاد عدد الخيام , وأصبحوا ملازمين للخيام يتعلمون الدين والجهاد ومن هنا جاءت تسميتهم بالمرابطين .
- أصل التسمية :
أصل كلمة الرباط هي ما تربط به الخيل، ثم قيل لكل أهل ثغر يدفع عمن خلفه رباط، فكان الرباط هو ملازمة الجهاد ، ولأن المرابطين أو المجاهدين كانوا يتخذون خيامًا يحمون فيها المسلمين ويجاهدون في سبيل الله، فقد تَسمى الشيخ عبد الله بن ياسين ومن معه ممن كانوا يرابطون في خيام على نهر السنغال بجماعة المرابطين، وعُرفوا في التاريخ بهذا الاسم.
وعرفوا أيضا بالملثمون لأنهم كانوا يتلثمون أى يُخفون وجوههم .
- دولة المرابطون :
- قام الشيخ عبد الله بن ياسين بنظمهم للجهاد في سبيل الله , وبدأ المرابطون من عام 447هـ الجهاد في سبيل الله فبأوا بالإشتباك أولا مع قبيلة جدالة وهزموهم ثم قبيلة لمتونة ثم مسوفة ومن ثم بادرت قبائل صنهاجة بمبايعة المرابطين تحت قيادة ين ياسين ، وتم بعد ذلك فتح بعض بلاد المغرب بقيادة أبى بكر بن عمر وابن عمه يوسف بن تاشفين الذي أسس مراكش واتخذها عاصمة للدولة، ودخل الأندلس وأخضعها لسلطته بعد معركة الزلاقة ، بعد أن استنجده ملوك الطوائف من زحف الممالك المسيحية القشتالية.
- فى عام 500هـ توفي يوسف بن تاشفين وتولى بعده ابنه على بن يوسف حتى عام 537هـ , وبعد فترة غير قليلة من انتهاء حكم على بن يوسف بدأ الضعف يدب في أوصال دولة المرابطين، إذ بدأ يتوالى على الحكم أمراء ضعاف النفوس، لم يستطيعوا الحفاظ على دولة المرابطين في وجه حملة دولة الأندلس، حيث تلتها فترة من النكبات وقيام الثورات في الأندلس وفي المغرب حيث قامت حركة الموحدين التي قضت على دولة المرابطين بدخولها العاصمة مراكش سنة 541 هـ.
- وقد حكم دولة المرابطين ستة ملوك منهم:
1.
أبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين 480هـ - 500هـ .
2.
على بن يوسف 500هـ - 537هـ .
3.
تاشفين بن على 537هـ - 541هـ .
تعليقات
إرسال تعليق