مجتمعنا العنصرى (عن الحرية والعنصرية)

مجتمعنا العنصرى
العنصرية فينا بس ربنا هادينا ...
يمكننا تلخيص المجتمع بكل أطيافه وفصائله ووصفه فى كلمة واحدة  " العنصرية " ..
سواء عنصرية عقائدية أو عنصرية تختص باللون أو الشكل أو الأصل العرقى والإنتماء ..
لن أتحدث عن العالم أجمع أو العالم العربى أو حتى الدول الأفريقية , لكنى أتحدث عن مجتمعنا المصرى , المجتمع الذى أعيش فيه وأتعامل مع فئاته يومياً فى كل مكان حتى فى تطبيقات العالم الإفتراضى , وأواجه عنصريته يومياً.
لا تنحصر العنصرية فى فئة بعينها , فحينما نسمع عن العنصرية أول مايتبادر لأذهاننا الطائفية الدينية المتمثل فى إضطهاد المسيحيين , والعنصرية العرقية أو المعتمدة على اللون والمتمثلةفى إضطهاد أصحاب البشرة الغامقة دوناً عن غيرهم.
وفى بعض الأحيان نرى العنصرية ضد الأشخاص ممتلئة الجسد أى أصحاب الأوزان الثقيلة ... والعنصرية ضد ذوى الإحتياجات الخاصة , وبشكل عام نلاحظ العنصرية ضد المرأة حتى من بنات جنسها أنفسهم فإضطهاد المرأة أوالإناث هو أكثر أنواع العنصرية والإضطهادوالتنمر إنتشاراً فى العالم أجمع.
لكن هل فى مرة من المرات سمعت عن شخص أبيض البشرة تعرض للعنصرية ؟!
أو شخص طويل ؟! أو شخص يمتاز بجمال الوجه ؟!!!
طبعاً لا .. ولن تسمع , لأنه حتى فى العنصرية هناك عنصرية !!
فلا يحق لصاحب البشرة البيضاء أو الشخص الطويل أو من يمتاز بجمال الوجه أن يشكو من عنصرية الأخرين وإضطهادهم  له ..
وهنالك عنصرية حقيقية ضد من يمتاز بإحدى الصفات التى يعتبرها الكُل أنها من صفات الجمال , لكن هل تسائل أحدكم عن تلك المواقف الخفية التى لم يسمع عنها أحد ..لا لأننا بكل بساطة عنصريين
نرى أن أسود كلمة عنصرية وغير مسموح باستعمالها لكن أبيض كلمة عادية لا توحى بالعنصرية , لا تقل أسود قل أسمر , رغم وجود فرق بين أدمى وأسمر وأسود عذراً Black  فاللة العربية أيضاً عنصرية أما إذا ذكرت الكلمة بالإنجليزية لن تكون عنصرياً.
من أكثر الأشخاص الذين يتعرضون للكراهية من أصحاب البشرة البيضاء ومن يمتلكون ملامح وجه جميلة تجعلهم مميزون وأيضاً طوال القامة , بالطبع القصار يتعرضون للسخرية والتنمر لكن طوال القامة لا ينجون من العنصرية أيضاً.
وفى خلال حديثنا عن العنصرية نجد أن المسلمون يتعرضون أيضاً للعنصرية لكن لا أحد يبالى ولا يهتم ... لأنه ببساطة لن يراها أحد عنصرية
فعندما تجد شخصاً ما ينتقد الإسلام والمسلمون سيكون الرد إنها مجرد مزحة لا أكثر ...
كل شئ فى حياتنا أصبح مزحة , مزحة سخيفة  تثير الغثيان , فقدنا كُل مبادئنا وأخلاقنا فى سبيل المزاح , لم يبق مننا سوى حفنة من المهرجين ينتشرون فى كل مكان فى الشارع وفى شاشات السينما ويطلون علينا من شاشات التليفزيون ويقتحمون حياتنا فى تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعى ....
فكل وسائل الترفيه والتواصل لم تعُد سوى وسيلة للترويج للعنصرية , ومكاناً يُمكن أولئك المهرجين من نشر عنصريتهم فى كل مكان , وأصبحت وسائل التواصل الإجتماعى ساحة للعنصريين لكتابة أفكارهم القذرة ونشر تعليقاتهم الحقيرة فى كل المنشورات .
وما يُقال " الدوى ع الودان أمر من السحر " ... فعندما تجد العنصرية وتراها فى كل مكان يتم برمجة عقلك على تبنى مبادئ العنصرية وتصديقها والإيمان بها.
السبيل الوحيد لردع تلك الأفكار والتخلص منها هو تعليم المساواة وجعلها مادة أساسية فى المدراس وليست فقط مادة للحفظ وإنما للتطبيق أيضاً , ولابد من وجود رقابة وقوانين صارمة ضد كل من يتنمر ويضطهد شخص أخر.
لقد تحولنا إلى مجتمع عنصرى بطبعه ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دمت لي

أصل شعوب العالم