الأهرام المصرية والسودانية؛ أيُّها أقدم؟؟


الأهرام المصرية والسودانية؛ أيُّها أقدم؟؟

بالطبع وبدون منازع ودون أى جدال تاريخى أو عنصرى أهرامات مصر هى الأقدم ... 
أهرامات مصر هى الأقدم عالميا فأول من ظهر بفكرة الهرم سواء شاهد للقبور أو كمقبرة أو كقلعة كان المصريون وذهبت باقي الشعوب لتقليد نفس الفكرة.
ففي بادئ الأمر كان المصريون يدفنون موتاهم فى مقبرة تتكون من مصطبة واحدة ، والبعض تم الإستعانة بشكل هرمى كشاهد للقبر ، خاصة الملوك والنبلاء وأصحاب المناصب العليا فى الدولة، أى كل من يملك المال.
ويعرف شاهد القبر الهرمى تاريخيا وأثريا باسم هريم  
ويسجل عليه اسم المتوفى وارتباطه بالنتر والنترات المصرية وبعض أعماله ، وله إستخدامات أخرى حيث تم وضعه أعلى المسلات ، فالمسلة عبارة عن عمود قائم ويوضع فوقها الهريم ، حتى أنه استخدم ليوضع أعلى الأهرامات كشاهد للقبر وبعض الأهرامات المفقودة والتى تهدمت على مر العصور تم إثبات وجودها عن طريق الهريم.
تُعَدُّ الأهرام من أقدم المباني التي ما زالت تشهد بالقوة الجسمية وقوة الإرادة والعزيمة للإنسان المصرى القديم بل وتعد شاهدا على مدى عظمته وعظمة علومه .. فرغم مضي آلاف السنين على تشييدها ما زالت قائمة على أركانها تُدهش العالم بقوتها وجمالها ودقة تصميمها وأسرارها .
وقد ألَّف الباحث الجورجي “بيير كروزات” كتابًا أسماه ( عبقرية الأهرام ) تساءل فيه – مُبرزًا فرادة هذه المباني – كيف تمكَّن بنَّاؤوها من بنائها؟ ولِمَ لا يُمكننا اليوم بناء مثلها رغم تطوُّر العلم والتقنية؟
يقول علماء الآثار إن ملوك مصر القدامى كانوا يؤمنون بالبعث بعد الموت؛ لذا جعلوا لأنفسهم “مصاطب” تطوَّرت إلى أهرام ضخمة راقية يعيشون فيها حياتهم الأبدية بعد موتهم، وقد سمَّوها (حصن الخلود) ... ومن أدلة هذا اهتمامهم الكبير بهذه المباني التي صمدت قرونًا في حين لم يصمد أيٌّ من قصورهم أو بيوت رعيَّتهم .
وهذه النظرية يدعمها كثير من علماء الآثار عربًا وعجمًا ، ولكن خرجت نظرية أُخرى قال بها “زهير علي شاكر”, وألَّف فيها كتابًا أسماه “أهرام مصر قلاع لا قبور” تكلَّم فيه عن الأهداف الحقيقية من بناء تلك المصاطب والأهرام ، وأنها تتمثل في الدفاع عن الوطن ؛ إذ كانت مبانٍ عسكرية؛ قال: «تبيَّن لي أن هذه الأهرام – كما يدلُّ عليها عنوان هذا الكتاب – هي بكل محتوياتها ولواحقها وسوابقها من المصاطب… إلخ؛ قلاع وحصون ومنشآت عسكرية حدَّد القدماء جميع مواصفاتها من اختيار موقعها؛ إلى تحديد ارتفاعاتها؛ إلى تصميم أدق تفاصيلها؛ من أجل القيام بهذا الغرض العسكري الدفاعي» .
-
الأهرامات المصرية
الأهرام تشيد عادة داخل مجموعة جنائزية تضم عدة منشآت. وكان الجدار المحيط يشيد عادة من الطوب اللبن ويحتضن المجموعة بكاملها.
وكان معبد الوادي يعد المدخل الرئيسي للمجموعة وساحة استقبال للملك الحي عند حضوره لتفقد الأعمال ، كما كانت تؤدى به الطقوس الجنائزية للملك المتوفى؛ وربما يجرى له التحنيط أيضا.
وكان الطريق الصاعد يصل بين معبد الوادي والمعبد الجنائزي ، وكان سقف هذا الطريق مفتوحا في المجموعات الهرمية المبكرة ثم كان كثيرا ما يغطى في الأزمنة اللاحقة بسقف به فتحة مستطيلة فى وسطه تسمح بدخول قليل من الضوء.
وكانت الشعائر الدينية الختامية للملك المتوفى تؤدى في المعبد الجنائزي والمقاصير الدينية؛ قبل أن ينقل جثمانه إلى مدفنه داخل الهرم.
وقد خصصت حفر في الأرض لكي تضم المراكب التي كانت تستخدم في نقل الجثمان الملكي والأثاث الجنائزي؛ بعد أن تفك وترص بداخل الحفر، لكي يستخدمها الملك بالدار الآخرة - ولتجواله في عالم الموتى: أو مصاحبا لرب الشمس.
وكان الملك المتوفى يدفن بالهرم - أى المقبرة الملكية؛ إما في داخله أو تحته.
وكان الهرم يشيد كمقبرة ملكية أو كأثر، ولم يكن له أي استخدام آخر.
أول هرم مصري وتاريخ بنائه:
تُعَدُّ الأهرام المصرية الأشهر والأقدم في العالم؛ إذ أول ظهور لها عام 2780 قبل الميلاد، وأول هَرَمٍ مُدرَّج شُيِّدَ كاملاً حسب علماء الآثار هو هرم “زوسر” في “سقارة”، ويُعدُّ مع سوره وما يضمُّه من معابد أقدم بناء ضخم من الحجر الجيري في تاريخ البشرية؛ أُقيم قبرًا للملك “زوسر” في “سقارة”، وسوره من الحجر الجيري الأبيض كان ارتفاعه 10.40 مترًا، وأبعاده من الشمال إلى الجنوب 545 مترًا، ومن الشرق إلى الغرب 277 مترًا، وله أربع عشرة بوابة منها ثلاث عشرة بوابة رمزية؛ أي مرسومة فقط على السور، وبوابة واحدة حقيقية تقع في الجزء الجنوبي من الواجهة الشرقية, أما أول هَرَمٍ حقيقي فشيَّده المصريون في عهد الملك “سنفرو” مؤسس الأسرة الرابعة بعد مئة عام تقريبًا من هرم “زوسر”, وهكذا ليس هَرَمُ الجيزة الأكبر أقدم أهرام مصر؛ لأنهم حين فكَّروا في بنائه قبل أكثر من 4600 سنة كانت هناك أهرام أُخرى مُشيَّدة على مقربة منه، وكان المعماريون العظماء الذين شيَّدوه قد أتمُّوا مِرانهم في أهرام الملك “سنفرو” التي شيَّدوها على مسافة تقل عن ثلاثة وعشرين كيلومترًا جنوبي المكان الذي اختاروه لتشييد هَرَمِ الملك الجديد, وكانت البداية في عهد “سنفرو” بتشييد هَرَمٍ يُسمَّى (الهرم المنحني)، وقد بنوه في “دهشور”, وأشرف على بنائه ابنه الأمير “كانفر”، وهو فريد من نوعه؛ لأن فيه تغيُّرًا في زاويا وجوهه الجانبية التي يُفترض أن تكون مستقيمة، ويعزو بعض علماء الآثار هذا إلى أن مهندسه خشي الاستمرار في تشييده حسب زاويته الأصلية؛ لأنه سيجعل البناء ثقيل الوزن إلى حدِّ تحطيم سقف الحجرات الداخلية والدهاليز، وقد ظهرت بالفعل بعض الشروخ في تلك الأماكن, فمُلئت قديمًا بالجصِّ.
الأهرامات السودانية وبدايتها:
يخلط الجميع بين منطقة النوبة أو إقليم النوبة وبين السودان ..
يصر علماء التاريخ والأثار على تسمية السودان ببلاد النوبة وهو أمر غير صحيح ، سكان تلك الأرض هم نوبيون بالفعل لكنهم لا ينتموا لأرض النوبة المصىية بينما يرجع أصلهم لقبيلة ليبية تسمى "نوبيا" وسميت بذلك نسبة إلى "نوبا" وهو أحد جدود الليبيين ..
بينما عرفت المنطقة التى يعيشون فيها باسم "نبد تا" اى أرض مضفرى الشعر والتى تحولت إلى "نبتا" أو "نابا تا" ..
وعندما اتحدوا مع الكوشيين وقاموا بثورات وتمردات على الحاكم المصرى صاحب الأرض والسلطة وتحالفوا مع الأعدتء ضد مصر تم تسميتهم مع الأعداء والأرض التى يقيمون فيها - رغم كونهم ضيوفا فيها - عرفت باسم " تا ستيو " أى أرض الأقواس ، والأقواس هم أعداء مصر .. بينما يدعى بعض المؤرخين أن تسميتها تترجم لأرض النبال .
وحاليا تنقسم النوبة إلى قسمين رئيسين؛ هما: النوبة السفلى, وتُدعى في العالم القديم (واوات) وتقع حاليًّا داخل الحدود المصرية، وهى أرض النوبة الأصلية المسماة نسبة للنتر المصر " نوب " نتر الذهب واسمها أصلا " نوبت " أى الذهبية أو أرض الذهب. والنوبة العليا وتُدعى في العالم القديم (كوش) و(نبد تا) وتقع حاليًّا داخل الحدود السودانية، واسم (كوش) أصله (كوس) أى القزم ، ذلك لقصر قامتهم وفرق الطول بينهم وبين المصريين .
كانت السودان وإثيوبيا جزءا من الأراضى المصرية والتى سكنها النوبيون ذوى الأصل الليبى والكوشيين ، تمردوا على حكام مصر وتمكن احدهم واسمه “كشتا” وفرض سيطرته على جنوب ووسط مصر ، ومن بعده هاجمها “بيعنخي” الذى اميز بكرهه لمصر والمصريين ومن أشهر أقواله " سأجعل مصر تخضع لسلطتى " ...
وعمل بيعنخى على استغلال ثروات مصر وشيد أكثر من 200 هرم لنفسه جميعها فى السودان الحالية ، وأقدم هرم يحمل اسمه “بيعنخي” في “الكورو” التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات جنوبي “نبتا”, أما مَنْ خَلَفُوه ففضَّلوا منطقة “النوري” على الضفة الأخرى من النيل وبنوا فيها أهرامًا لأنفسهم ولزوجاتهم وللأمراء والأميرات ، وفي السودان حاليًّا أهرام: الكورو، والنوري، ومروي.
وجميعها مقتبسة عن الأهرامات المصرية وقائمة على نفس الفكرة والنظريات الهندسية ، مع وجود فرق شاسع فى الحجم والتصميم والمجموعة الهرمية وملحقاتها ...
أكد علماء الآثار أن الأهرام السودانية بدأ بناؤها في عهد “بيعنخي” الذي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، أما الأهرام المصرية فقد سبقتها بقرون كثيرة ، فالأهرامات المصرية ظهرت منذ عصر الأسرة الثالثة ، بينما أهرامات الكوشيين أو أهرامات السودان فكانت فى الأسرة ال 25.
والمعروف أن السودان وإثيوبيا كانت جزءا من المملكة المصرية فى الحقبة الفرعونية أى فى عصر الأسرات ، أما الفترة السابقة لعصر الأسرات فكانت القارة بأكملها أرض مصرية ، وكان الحاكم المصرى يستضيف الشعوب القادمة من أسيا ويدعهم يستقرون فى أى أرض يختارونها ومن أقدم تلك الشعوب قبائل الليبو التى استقرت غرب مصر (ليبيا حاليا).

تم الإستعانة ببعض المصادر :
[1]
زهير علي شاكر، أهرام مصر قلاع لا قبور، دار الهلال، القاهرة، 1993، ص30.
[2]
سمير أديب، موسوعة الحضارة المصرية القديمة، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1, 2000، ص499.
[3]
أحمد فخري، الأهرامات المصرية، مكتبة الأنجلو المصر

#الأهرامات_المصرية     #أهرامات_مصر
#اعرف_أصلك    #نسوت_كمت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دمت لي

أصل شعوب العالم