أراخني




أَرَاخنِي 
من الأساطير اليونانية والتي خرجت منها أسطورة أخرى عن مخلوق أو شيطان يسمى أراخني.

في الأسطورة اليونانية أراخني هي فتاة يونانية من ليديا ويقال أنها أميرة .. لكن البعض يرى أن أصلها غير عريق، غير أن موهبتها ومهارتها في النسج هي ما أكسبها الشهرة.

الاسم أراخني ويعرف غالبا ب أراكني..
(باللاتينية والإنجليزية: Arachne ، بالإغريقية: ἀράχνη وتعني "العنكبوت").

هي واحدة من أشهر النساجين في الأساطير اليونانية والرومانية، ومن ثقتها الزائدة بنفسها وغرورها تحدت أثينا إلى مباراة نسيج. 

كان أبوها إيدمون مواطنا من كولوفون يحترف صباغة الصوف التي كانت تعتمد على أرجوان الرَّخويات البحرية من فوكيا،  ولدت أراخني في كوخ بسيط بقرية من قرى هيبايبا الصغيرة، ولمهارتها في النسيج ذاعت شهرتها أنحاء ليديا، حتى أن حوريات الغابات كن يتركن مكانهن الأثير وسط كروم تيمولوس ليشهدن أعمالها معجبات بها.
كما كانت حوريات الماء يتركن نهر باكتولوس ليستمتعن بمشاهدة نسجياتها، كما كن يتابعنها وهي تنسج.

 كانت ماهرة إلى درجة أنها تستطيع أن ترسم أي شيء يعن (يخطر) على بالها، حتى حبات السمسم، بدقة بالغة جدا، وكانت نساجة أقرب إلى الرسامين الكبار، أثار إتقانها جميع الناس.

وسمعت أراخني تعليقات المتفرجين، ولكنها لاحظت أن هناك تعليقا يتكرر كثيرا وهو أن أراخني لا بد أنها تدربت على يد الربة أثينا حتى صارت هذه المهارة، وضاق صدر أراخني بهذا التعليق، فصارت تسخر منه، لأنها ترى نفسها أكثر مهارة وإتقان من الربة أثينا وسخرت من مثل تلك التعليقات..

سمعت الربة أثينا بهذا الرأي، ولكنها رأت أن تمهل أراخني فترة علها تراجع نفسها وتغير رأيها. 
ومن ثم أتت متنكرة إلى أراخني كامرأة عجوز وحذرتها من هذا التهجم على الآلهة، و إلا سيطالها غضبهم ونصحت أراخني أن توفر على نفسها هذا الكلام، فما كان لأراخني أن تنهر هذه المراة وتتباهى بموهتها وتقول أنها أفضل من أثينا بل إنها ترغب أن تباري الربة أثينا في الحياكة فإن خسرت فإنها تتحمل كل العقوبات التي تفرضها الربة.
هنا اضطرت الربة أن تكشف عن نفسها، وقالت لها إنها قبلت التحدي، وحددتا يوما للمباراة، وطفقت كل واحدة تنسج على نولها.

نسجت أثينا قصة صراعها مع بوسیدون Poseidon على المدينة التي سميت فيما بعد باسمها، قدمت أثينا مشهدا جميلا لبوسیدون وينبوعه ذي المياه المالحة، وأثينا مع شجرة الزيتون المحببة لها، والتي أهدتها للشعب حتى يسمي المدينة باسمها.
وقد دهش المتفرجون لهذا النسيج وتلك الأناقة التي فيه، وللوحة الرائعة التي ظهرت بعد أن أعملت أناملها الساحرة.

أما أراخني فقد زادت الأمر سوءا عندما راحت ترسم على السجادة مشاهد مختلفة للحيل والخدع والأساليب الماكرة التي استخدمها زيوس في إغواء البشر، فرسمت ليدا Leda مع البجعة وهو الشكل الذي تنكر به زیوس ليظهر لليدا، ورسمت أوروبا Europa مع الثور وهو الشكل الذي اتخذه زيوس ليخطف أوروبا، ودانائي Danae مع زخة المطر الذهبي التي دخل بها زیوس إليها وجعلها تحمل منه.

كانت المشاهد حية، حتى إن الثور الذي يخوض البحر سباحة بدا كأنه ثور حقيقي يحمل على كتفيه فتاة حقيقية. 
حتى أثينا نفسها كانت معجبة بعمل أراخني واعترفت بأنه لا عيب فيه، ولكن حتى الآن لم يجزم أحد أن أراخني كانت أفضل من أثينا. إلا أن أثينا اغتاظت أكثر من هذه المشاهد الفاضحة، فمزقت السجادة قطعا وحطمت النول. 
عندئذ لمست جبين أراخني، حتى تتأكد من أنها تشعر بالذنب لعملها هذا، وشعرت أراخني بالخجل، وأحست أن ذنبها كان كبيرا لا تستطيع أن تحتمله، فشنقت نفسها.

أشفقت أثينا على أراخني فلم تتوقع منها أن تقدم على الانتحار. فأعادتها ثانية إلى الحياة، ولكن هذه المرة ليس على شكل إنسان، وإلا أعترض رب العالم السفلي هاديس Hades عليها، بل على شكل عنکبوت ماهرة في صنع بيتها بحيث لا ينافسها منافس في عملها هذا.
وهناك قصة أخرى أن أراخني نسجت قطعة أفضل بكثير من قطعة أثينا .. فرفضت أثينا أن تعترف بالهزيمة وتولاها الغضب حين تولاها الغضب فحولت أراخني إلى عنکبوت وحكمت عليها بأن تبقی تغزل إلى الأبد، وأن تسحب من جسدها الخيط الذي تنسج منه شبكتها.

وعرفت سلالتها باسم السلالة العنكبوتية التي تقضي العمر معلقة بالخيوط التي تعمل منها أحلى الأشكال المدهشة.

ومن أسطورة أراخني المرأة التي تحولت إلى عنكبوت ظهرت أسطورة ثانية عن نوع من المخلوقات تعيش وسط البشر وشكلها هو نفس شكل البشر لكن لديها القدرة على إتخاذ هيئة تشبه العنكبوت، وتستطيع أن تغزل شبكة لتوقع بفريستها التي تلتهما غالبا أو تتخذ من جسدها ضيفا تضع فيه البيوض لتتكاثر ومن ثم يتحول الضيف إلى ذلك المخلوق أراخني.
والمخلوق في الأصل أنثى ودوما ما تحتاج إلى ذكر لتتكاثر.

الصورة للفنان غوستاف دوري، وهي رسم توضيحي، 1861

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دمت لي

أصل شعوب العالم