تاريخ الدولة العثمانية

تاريخ الدولة العثمانية

-        البداية
فى البداية لم تكن دولة , لم تكن سوى قبائل رحالة هى قبائل الأوجوز أو الأوغوز ( الغز كما يعرفها العرب ) , موطنهم الأول فى أسيا الوسطى بالقرب من بحر قزوين .
يرجع أصل العثمانيون إلى القبائل التركية , ويعتقد خطأ أنهم من الجنس الأصفر أو من المغول , فالترك من بني ترك بن كومر بن يافث من نسل نوح عليه السلام.
الجد الأكبر للعثمانيين هو أوجوز - غز – وتفرق أبناؤه إلى عدد من القبائل – الأغلب أنها 24 قبيلة - أكبرها وأكثرها قوة وشهرة قبيلة الكايى ( الكاية) كان قائدها كندز ألب ثم ابنه سليمان شاه , ومن بعده أصبح سيد القبيلة ابنه أرطغرل والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية , ويعتبر أرطغرل من أهم الشخصيات التركية لأنه كثيرا ما سعى وراء تحقيق حلمه وهو إيجاد وطن للأتراك وإقامة دولة خاصة بهم .

-        أهمية الأناضول
الأناضول تعتبر منطقة وسطى بين العالم الغربى والشرقى , وكانت جزءا ذو أهمية فى التاريخ اليونانى وكذلك الرومانى .
الأناضول مركز إنتشار الديانة المسيحية , حيث كانت مركز الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية) التى حكمها امبراطور الروم قسطنطين (قنسطنطين) وأعلن أن الديانة الرسمية للدولة هى الديانة المسيحية , ومنها انتشرت  إلى دول أوروبا.
وقد تمكن السلاجقة من السيطرة على جزء من الأناضول وإقامة دولة مسلمة بها وهى الدولة السلجوقية التى كانت بمثابة تهديد دائم للدولة المسيحية بالأناضول.
قبائل الأوجوز عاشت فترة فى مدينة أخلاط فى الأناضول الشرقية إلى أن ارتحلت القبيلة واستقرت بالقرب من  حوض دجلة , فاعتبرت قبيلة الكايى أن الأناضول كانت موطنا لهم ولابد من العودة إليها .
وبالنسبة لشعوب العالم القديم كانت الأناضول بمثابة عاصمة الحكم, فمن يستقر فى الأناضول ويحكمها يتمكن من حكم العالم أجمع لكونها وسيطة بين الشرق والغرب , وبين العالم المسيحى والإسلامى.

-        قيام الدولة العثمانية
بدأت الدولة العثمانية فى الظهور عندما تولى عثمان بن أرطغرل قيادة الترك وأسس إمارة بالقرب من بورصة , وكان مواليا للدولة السلجوقية , ومن ثم أعلن انفصاله واستقلاله عن الدولة السلجوقية , وثبت أقدامه فى المنطقة وقام بتوسيع حدود إمارته على حساب البيزنطيين , ووضع حجر الأساس لإقامة الدولة العثمانية التى سميت باسمه .

-        أهم الشخصيات فى تاريخ الدولة العثمانية

1-  أورخان (أورخان الأول)
ابن عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية , قام أورخان بتنظيم الدولة وتقسيمها إلى سناجق أى ولايات , وأنشأ فرق الإنكشارية وهى حرس خاص بالحاكم ويدينون بالولاء له , ومن ثم عمل على التوسع فى حدود مملكته.

2-  مراد الله بن أورخان , ومن بعده بايزيد الأول الذى استمر فى التوسع والتصدى للحملات الصليبية المعادية للدولة العثمانية , كما استمر أيضا فى محاربة المغول فكان يحارب فى جبهتين الصليبيين فى الجبهة الغربية والمغول فى الجبهة الشرقية .
إلا أن السلطان العثمانى بايزيد قد انهزم فى حربه مع المغول بقيادة تيمور لنك وتم أسر بايزيد لدى المغول ,وحمله المغول معهم إلى سمرقند عاصمة الدولة التمورية دولة المغول وظل هناك حتى مات .

3-  محمد الفاتح
بعد وفاة بايزيد تولى الحكم ابنه محمد الأول ومن بعده مراد الثانى , ثم ارتقى إلى العرش محمد بن مراد الثانى , وهو محمد الثانى الذى تمكن من محاصرة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية واستمر الحصار لمدة 52 يوما حتى استطاع فتح المدينة , ولقب بعدها بلقب محمد الفاتح , تم نقل العاصمة من أدرنا إلى القسطنطينية وتغير اسمها إلى إسلامبول أى مدينة الإسلام .
حاول محمد الفاتح فتح إيطاليا وضمها إلى دولته لكن وافته المنية , ومن بعده دب النزاع على الحكم بين ولديه جمَ وبايزيد الثانى , وتولى الحكم بايزيد الثانى.

4-  سليم الأول
هو ابن بايزيد الثانى , وفى عهده تمكن العثمانيون من الإنتصار على الدولة الصفوية ثم الإلتحام بدولة المماليك والإنتصار عليها وتمكنوا من دخول مصر وضمها إلى الدولة العثمانية , وفى ذلك الوقت قدَم شريف مكة مفتاح الحرمين الشريفين اعترافا بولائه للسلطان سليم كما تنازل أخر الخلفاء العباسيين محمد الثالث المتوكل على الله عن الخلافة إلى السلطان سليم , فأصبح سليم هو خليفة المسلمين , وكل سلطان من بعده يكون خليفة المسلمين .

5-  سليمان القانونى
ابن سليم الأول , عرف فى الشرق بسليمان القانونى وفى الغرب بسليمان العظيم , يعتبر عصره هو العصر الذهبى فى تاريخ الدولة العثمانية , فقد انشغل معظم فترة حكمه بالفتوحات والتوسعات نحو الغرب وقد تمكن من ضم الجزائر وكذلك انتزاع تونس من أيدى الأسبان .
بعد وفاة سليمان كانت البداية الحقيقية لضعف الدولة العثمانية , واستمرت الدولة على هذا الحال حتى مطلع القرن العشرين فبدأت بفقدان بعض الولايات .

6-  مصطفى كمال
فى عهد السلطان محمد الخامس (محمد رشاد) اندلعت الحرب العالمية الأولى واضطرت الدولة العثمانية للمشاركة فيها بالتحالف مع ألمانيا التى وجدتها فرصة للتوسع فى الشرق , وكان غرض السلطان أن يستعيد بعضا من أراضى الدولة العثمانية التى فقدتها خاصة بعد الثورات العربية ضد الحكم العثمانى .
فى تلك الفترة تلقت الدولة عد هزائم وأصبحت أجزاء منها تحت سيطرة فرنسا وإيطاليا , وقبل انتهاء الحرب بأشهر توفى محمد الخامس وتولى الحكم بعده ابنه محمد السادس ( محمد وحيد الدين) .
وفى تلك الفترة قد لمع اسم مصطفى كمال , حيث قام بثورة ضد الحكم العثمانى , معتمدا على رفض الشعب الخضوع للإحتلال , عرفت فيما بعد باسم الحركة الكمالية , وتشكلت حكومة وطنية تركية بقيادة مصطفى كمال .
تمكن أصبح مصطفى كمال من التصدى لليونانيين والانتصار عليهم واسترداد الأراضى المحتلة من قبلهم , وكذلك توقيع معاهدة يعترف فيها اليونانيون بالإنتصار التركى , فأصبح مصطفى كمال بطلا قوميا وبرز فى المواجهة السياسية , واضطر السلطان محمد السادس من اعتزال الحياة السياسية والتنازل عن العرش ومغادرة البلاد , فتولى عرش السلطنة العثمانية ولى العهد عبد المجيد الثانى.
عندما أصبح مصطفى كمال سيد الموقف وقع معاهدة لوزان التى بمقتضاها يتنازل عن أراضى الدولة العثمانية الغير تركية , وانقلب على السلطان عبد المجيد الثانى وعزله وجرده من لقب السلطان وطرده من البلاد, وتم طرد كل السلالة العثمانية.
وبذلك انتهت الدولة العثمانية وسقطت الخلافة الإسلامية سنة 1924م .
لقب مصطفى كمال بلقب أتاتورك أى أبو الأتراك , ألغى أتاتورك الخلافة الإسلامية وأعلن الجمهورية التركية الحديثة وأنها دولة علمانية ونقل العاصمة إلى أنقرة , وقام بتغيير طريقة كتابة اللغة التركية من الحروف الفارسية إلى الحروف اللاتينية.
وبحكم أتاتورك انتهت الدولة العثمانية وانتهت معها الخلافة الإسلامية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دمت لي

أصل شعوب العالم