اعرف أصلك .. عيد النيروز
عيد النيروز
= أولا فى مصر
= فى مصر الفرعونية
عيد النيروز فى مصر القديمة يوافق أول يوم فى السنة الزراعية , أول شهر
توت أول شهور السنة الجيبتية (القبطية).
- أصل الكلمة
" عيد النيروز " .. أصلها من الكلمة الهيروغليفية " ني – يارؤو " , وفى الديموطيقية
( لغة الشعب أى العامية)
" ني – يارو " , ني يارؤو تعنى عيد النهر لأن ذلك الوقت من السنة هو موعد فيضان النيل سبب
الحياة فى مصر, وموسم الفيضان أهم المواسم فى مصر القديمة التى اعتمدت على الزراعة
واعتبرت النيل مصدر للحياة حيث تعم البركة وتزداد المحاصيل الزراعية.
- وكعادة اليونانيون أو وفقا
لقواعد اللغة اليونانية يتم إضافة حرف "س" فى نهاية معظم الكلمات , فأضاف
اليونانيون لاسم موسم الفيضان الجيبتى " نى يارؤو " حرف "س" فتحولت الكلمة إلى " ني يارووس " ثم إلى " نيروس
" , ومن هنا ظهر الخلط بين عيد النيروز فى مصر وعيد النيروز فى الدول الأخرى
, لكن فى النهاية تلك الكلمة هى المستخدمة للدلالة على أياً من تلك الأعياد.
= عيد النيروز فى المسيحية فى مصر
- اعتنق بعض المصريين الديانة
المسيحية عام63م, وبدأوا يدخلون في صراعات مع الرومان خاصة عندما تولي الإمبراطور دوكليتيانوس
(دقلديانوس) الحكم عام284م , وهو العام الأول لتقويم الشهداء ، أول توت عام 1724 ش
.
وقد ظل التقويم المصرى للشهداء هو التقويم الرسمى المعمول به في المصالح
الحكومية حتي أواخر عهد الخديوي إسماعيل عام1875(الموافق1591ش) حيث أمر الخديوي باستعمال
التقويم الإفرنجي (الميلادى الرومانى ) بناء علي رغبة الأجانب بسبب صندوق الدين .
- استمر المصريون القدماء فى
استخدام التقويم الجيبتى ( المصرى القديم ) الذى يعتمد عليه الفلاح فى الزراعة حتى
العصر اليونانى الرومانى , رغم استخدام التقويم الميلادى.
- عصر الإمبراطور دقلديانوس يعد
أكثر العصور اضطهاداً للمسيحية حيث يسمى عصره
بعصر الشهداء نسبة لعدد المسيحيون المصريون الذين تم قتلهم فى عصره , ارتبط عصر دقلديانوس
بعيد النيروز حيث تم تصفيير التقويم الجيبتى (القبطى) وتم ابتداء العدد من جديد.
فالسنة الأولى لحكم دقلديانوس = السنة284ميلادية = السنة 1 قبطية
= 4525 فرعونية ( أو توتية ).
- ومنذ ذلك الوقت بدلا من كون
النيروز عيدا خاصا بفيضان النيل والزراعة أصبح مرتبطا بالشهداء المسيحيين , حيث كانوا
يخرجون خفية لزيارة الأماكن التى دفنوا بها شهدائهم وإحياء ذكراهم , ومازال المسيحيون
يحتفلون بهذا العيد حتى الأن .
= النيروز فى العصر الفاطمى
يعرف عن الفاطميين حبهم للأعياد , وقد أحيوا الكثير والكثير من الأعياد
الفرعونية والطقوس المرتبطة بها .
فاحتفل الفاطميون بعيد رأس السنة المصرية عيد النيروز , ومن مظاهر الاحتفال
بهذا اليوم توزيع العطايا إلى جانب الاحتفالات الشعبية , وكان الإحتفال يأخذ شكل المهرجان
الشعبى فيخرج العامة للمتنزهات ويرشون بعضهم بالمياه , ويختارون من بينهم شخص ينصبونه
أمير للنيروز ويسير بموكبه فى الشوارع وبفرض على الناس رسوم ويحصلها منهم ومن يرفض
يقوم برشه بالماء من باب اللهو .
= فى عصر المماليك
يذكر المقريزى الذى عاش فى مصر فى عصر المماليك أن المماليك اهتموا باإحتفال
بعيد النيروز , وكان عيد رأس السنة المصرية (النيروز) من أهم الأعياد التى احتفل بها
المصريين مسيحيين ومسلمييين .
= ثانيا عيد النيروز الفارسى
- النوروز أو النيروز هو عيد
رأس السنة الفارسية , ويصادف فصل الإعتدال الربيعى فى 21 مارس وفقا للتقويم الرومانى
(الميلادى) , أى أن عيد النيروز يتوافق مع عيد الربيع.
- تعود أصول النيروز جزئياً إلى
التقاليد الدينية المجوسية , والإحتفال بهذا اليوم استمر حتى بعد الفتوحات الإسلامية
وحتى يومنا هذا.
- يُعد النيروز من أكبر الأعياد
القومية الفارسية وتحتفل به إيران والدول المجاورة مثل أفغانستان وتركيا .
- وكذلك يحتفل به الأكراد فى شمال العراق ويعدونه عيداً قومياً ، ويروون
أنه اليوم الذي انتفض فيه الأكراد تحت راية كاوه الحداد ضد الملك الضحاك.
ويضيف الأكراد إلى اليوم بعض المظاهر السياسية للتأكيد على هويتهم الذاتية وتسليط الضوء على تاريخهم.
- أصل الكلمة
- فى اللغة الفارسية " نو
" تعني جديد و " روز " تعني
يوم، فتأتي نوروز مجتمعة بمعنى اليوم الجديد.
- وقد عُربت قديما وظهرت في المعاجم التراثية على لسان العرب باسم
" النيروز " .
وبذلك نجد التشابه بين " نيروس " العيد المصرى كما أسماه اليونانيون و " نيروز " المعربة سواء كانت تطلق على
عيد رأس السنة الفرعونية أو عيد رأس السنة الفارسية , مع الفرق أن العيد المصرى ارتبط
بموسم الزراعة أما الفارسى فارتبط بالربيع.
= الاحتفال بالنيروز فى العصور
القديمة
- يروى أن الملك الفارسى جم كان يتجول فى العالم وعندما نزل بأذربيجان
أمر بأن ينصب عرش , وعندما جلس على العرش أشرقت الشمس عليه وسطع شعاعها على تاج الملك
وعرشه فابتهج الناس وقالوا : " هذا يوم جديد ".
ولما كان الشعاع فى البهلوية يسمى
شيد فأُضِيفت كلمة شيد إلى اسم الملك جم فسمى الملك باسم جم شيد , وقيل أن هذا
أصل الإحتفال بعيد النيروز.
- تروى النقوش الأثرية والأدب الإيرانى عن احتفال الساسانيون بعيد النيروز
, وهم من حكموا بلاد فارس قبل الإسلام .
= ما بعد الفتح الإسلامي
- لم يحظ الإحتفال بالنوروز بعناية في صدر الإسلام، لكن بدأ الخلفاء الأمويون
يوزعون الهدايا على الفرس في أيام النيروز وقيل أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو أول من
قدم هدايا النيروز في الإسلام، وقيل أن عمر بن عبد العزيز ألغى هذه المراسيم.
- واستمر تقديم الهدايا للفرس في زمن الدولة العباسية ، التي قامت على
أكتاف الأعاجم ، فعلى سبيل المثال أهدى أحمد بن يوسف الكاتب للخليفة للمأمون سفط من
الذهب.
- وقد كان الاحتفال بالنوروز قائما في الدول الإسلامية الفارسية كالدولة
السامانية التي قامت في بلاد فارس في القرن الرابع الهجري , كما احتفل بها آل بويه
في بغداد .
- ظلت الإحتفالات بالنوروز مستمرة في الدول الفارسية اللاحقة مثل الدولة
الصفوية ، ويروى أن الشاه عباس بعد أن حول عاصمة الدولة إلى أصبهان أحيا النيروز في
ساحة نقش جهان وكان ذلك سنة 1006هـ الموافق 1597م.
= النيروز في الثقافات الأخرى
- يحتفل بالنيروز كثير من شعوب
آسيا الغربية حتى التي لم تكن منها تحت السيطرة الإيرانية، وتختلف عادات الإحتفال من
بلد لأخرى , ومن تلك الشعوب شعوب القفقاس ودول بحر قزوين والشعب الباكستاني والشعب
التركي.
- واحتفل الصيادون والفلاحون في ساحل شرق أفريقيا بالنيروز، ويعرف في
السواحيلية بـ " النيروزى ".
تعليقات
إرسال تعليق