أسماء عواصم مصر عبر العصور

أسماء عواصم مصر عبر العصور

كما تعددت الممالك والحضارات التى قامت على أرض مصر عبر الحقب الزمنية المتتابعة تعددت أيضاً عواصم تلك الممالك واختلفت مواقعها  وأماكنها فى أنحاء وأرجاء  مصر .

العاصمة الأولى :-
الطينة من  2950 ق.م حتى  2895 ق.م  , واسمها المصرى طنو أو تنو Tnou ، وباللاتينية  "تينيس Tinis" وبالقبطية " تونيس" التى تنطق بالعربية "تونس" وأسماها  العرب " الطينٌة " .
وتعرف حالياً باسم (البربا - مركز جرجا - محافظة سوهاج) وهى مسقط رأس الملك مينا موحد القطرين، وتعتبر أول عاصمة للوجه البحري والقبلى  معاً .
ويرجع تسميتها "بربا" نظراً لإحتوائها على آثار معبدها المصري القديم ، وأهل الصعيد المصري يُطلقون على كل مكان يحتوى على أثر فرعونى  " بر " أي  " بيت "  , والمقطع " با " أي  " روح " , بربا أى بيت الروح  وهو القبر وهو أيضاً اسم مصرى قديم.

العاصمة الثانية:-
 منف  2895 ق.م. – 2360 ق.م  ,  من الأسرة الأولى  وحتى الأسرة الثامنة .
اسمها الفرعونى  من – نفر ، وأسماها اليونانيون ممفيس ، وأسماها  العرب منف ، وذُكرت فى التوراة باسم نوف.
وتقع حالياً فى ( قرية ميت رهينة – البدرشين – محافظة 6 أكتوبر) , وحتى اسم ميت رهينة اسم مصرى قديم لمدينة منف وأصله  " ميت رهنت " ومعناه طريق الكباش , "ميت " معناها طريق و "رهنت" معناها كبش .
وتعتبر " منف " من أقدم العواصم المصرية التى اختارها الملك مينا بعد توحيد القطرين  ونقل إليها العاصمة من مسقط رأسه مدينة " تنو " إلى هذه المدينة التى تقع عند رأس الدلتا لتكون عاصمة القطر المصرى .
وكان اسمها الفرعونى " إنب حج " أي  " الجدار الأبيض" ، وأطلق عليها أيضاً " من نفر " أي " الثابت الجميل " وهو اسم هرم الملك بيبى الأول فى سقارة القبلية.
 ثم  " ميت رهنت" أي  " طريق الكباش" ولكن كان يشار إليها عادة باسم " من نفر" .
ظلت منف منذ تأسيسها مدينة عظيمة  تنبعث منها أشعة لامعة أنارت طريق المدينة قروناً طويلة إلى أن هجرت بعد الفتح الإسلامى عام " 641 م" واستعملت أحجارها الباقية لعمارة مدينة الفسطاط , وتلك الأحجار تعود لطريق الكباش القديم فى منف.

العاصمة الثالثة :-
" إهناسيا "  2360 ق.م  – 2160 ق.م  , فى الأسرة التاسعة  والأسرة العاشرة .
 اسمها الفرعونى " نن  نسو" ، و أ يضاً " حت  نن  نسو" ، و اسمها اليونانى "هيراكليوبوليس" ، و اسمها اللاتينى  "إهنس" ، واسمها العربى  " إهناسيا ".
وتقع حالياً فى ( مدينة بنى سويف - محافظة بنى سويف).
انتقلت إليها العاصمة بعد الثورة الجامحة التى قامت بالقطر
المصرى ضد الطبقات الأرستقراطية التى كان بيدها زمام الأمور آنذاك ، وكانت مدن الوجه البحري أكثر المدن هياجا فإنتقل البلاط الملكى جنوباً إلى مدينة  " نن  نسو "  أو
" حت نن  نسو " التى  تعنى مقر الطفل الملك أو مقر الملك الطفل .
وكانت هذه المدينة مقر عبادة النتر " حر حرى  شاف " الذي ربط الإغربق بعد ذلك بينه وبين إلههم  "هيراكليس"  ولهذا أطلقوا على المد ينة اسم " هيراكليوبوليس " ، وعرفت ف العصر الرومانى  باسم " إهنس " ، و حرفت فى العربية إلى اسمها الحال "إهناسيا".

العاصمة الرابعة :-
" طيبة "  2160 ق.م  – 1715 ق.م  فى الأسرة الحادية عشر .
هى مدينة الأقصرحالياً , اسمها الفرعونى  "تا  إبت" أي  "أرض الحرم" ، أو " الأرض المقدسة " , ولذلك تعرف أرض مكة باسم "طيبة" وربما اشتق منه اسم طابا الحالية ، وفى اليونانية " ثيباى".
واسم " Thebes " الذي اشتقت منه كل الكلمات الدالة على " طيبة " فى اللغات الأوروبية الحديثة مثل فى الإنجليزية , وفى العربية " طيبة "  , وذكرت " طيبة " فى التوراة باسم " توت آمون " أي " مدينة آمون " .
وظلت " طيبة " عاصمة البلاد المصرية  لمدة 450 عام ، وقد ذاع صيت مدينة آمون ذات المائة باب من الذهب.
ثم قررت الأسرتان الـ12 و13 نقل العاصمة إلى منطقة "اللشت"، وهي منطقة ما بين الفيوم وبني سويف.


العاصمة الخامسة :-
" خاسوت "  1715 ق.م  – 1660 ق.م ,  فى الأسرة الرابعة عشر  , وتقع حالياً قى ( سخا - جنوب مدينة كفرالشيخ  -محافظة كفرالشيخ ) .
اسمها الفرعونى " خاسوت " ، واسمها اليونانى "إخسورس" واسمها اللاتينى " سكوى " , وأصبحت فى العربية  "سخا" وهو اسمها حتى الآن.

العاصمة السادسة:-
" أواريس"  1660 ق.م – 1580 ق.م  الأسرة الخامسة عشر والأسرة السادسة عشر .
 تقع حالياً (قرية بالوظة - قسم الرمانة - محافظة شمال سيناء) .
  عرفت فى النصوص الفرعونية باسم  "بر إمن" , ومعناه "بيت آمون" وهو الاسم الذي تحول ف العربية إلى " فرما " مع ملاحظة الإبدال بين حرف الباء والفاء .
وعُرفت أيضاً باسم " أوارت "  والذي عرف فى العربية بعد ذلك باسم " أواريس " والأغلب أنه النطق اليونانى لاسم "أوارت".
ذكرت المنطقة بأكملها فى النصوص اليونانية باسم "بلوزيوم" ومنه اشتق الاسم العربى لهذه المنطقة والذى عُرف باسم " بيلوز " وهو الاسم الأشهر لهذه المنطقة  والذى تحور الآن إلى الاسم الحالى وهو " بالوظة " .
عُرفت فى العصر الرومانى باسم " برامون " وقد طغى اسم "بيلوز" على المدينة فى العصر اليونانى و اشتهرت به.
أصبحت " أواريس " أو " أوارت " عاصمة لمصر فى عام 1660 ق . م عندما اغتصب الهكسوس الحكم فجأة وحكموا مصر بالحديد والنار لمدة 80 سنة .

العاصمة السابعة:-
 " طيبة "  1580 ق.م  – 1353 ق.م  فى الأسرة السابعة عشر.
 بعد طرد الهكسوس من مصر عاد الإستقرار للبلاد وعاد الملك إلى " طيبة " مرة ثانية ، وظلت " طيبة " عاصمة لمصر خلال فترات حكم الأسرات ( 17 - 18 - 19 ) إلا فى خلال فترات قصيرة انتقلت العاصمة إلى مدينة أخيتاتون التى أسسها الملك إخناتون.

العاصمة الثامنة :-
" أخيت أتون " وهى " تل بنى عمران " ( تل العمارنة)  1353 ق.م  – 1332 ق.م  فى الأسرة الثامنة عشر.
الموقع الحالى (تل بنى عمران - مركز دير مواس - محافظة المنيا).
الاسم الفرعونى " أخيتاتون " و هى القرية التى أنشأها الملك أمنحتوب الرابع  الملقب بإخناتون تكريماً للنتر "آتون" الذى يرمز له بقرص الشمس ، ولكن كهنة النتر آمون قاموا بمحاربته والقضاء على حركته بعد أن قرر إخناتون أخذ الدعوة ونشرها لخارج مصر ، وعادت العاصمة إلى "طيبة" .

العاصمة التاسعة :-
" طيبة "  1332 ق.م  – 1090 ق.م فى  الأسرة الثامنة عشر - الأسرة العشرون.
 خلال هذة الحقبة اشتهرت مدينة " طيبة " وذاع صيتها فى العالم كله ، وكانت هذة الفترة هى من أزهى عصور هذه المدينة العريقة ، إلا أن امتدت إليها يد اللصوص و طالها توحش الإنسانية و تم نهبها عام  668 ق . م  بواسطه جنود آشور ، حيث هدمت هدماً تاماً ولم تقم لها قائمة ، وفى عام  525 ق . م  احتلها قمبيز وأرسل ما فيها من ذهب وعاج  وأحجار كريمة إلى بلاد العجم .
وتعرضت أيضاً للنهب والسلب فى العصر الرومانى .
قال " هيرودوت " عن تلك المدينة :  ( اشتهرت " طيبة " بملوكها الذين رفعتهم حكمتهم إلى مرتبة الآلهة ، وبقوانينها التى كانت تطاع ، وبعلومها المنقوشة نقشاً بديعاً على الحجر ، و قد هُجِرت هذه العاصمة ، وقَضَى عليها توحش الإنسانية ، وردتها إلى الصحراء أيدى اللصوص فلم تعد إلا شبحاً هائلاً ، هذا هو ما صارت إليه أفخر مدن الفراعنة ".

العاصمة العاشرة :-
" صان الحجر"  1090 ق.م – 945 ق.م  فى الأسرة الحادية والعشرون. 
تقع حالياً فى (صان الحجر - مركز الحسينية - محافظة الشرقية) .
عرفت فى النصوص المصرية باسم " جعن "  وأيضاً باسم  "سابات محت" أى  " المدينة الكبيرة الواقعة فى نهاية المسير إلى الشرق" .
و كان غرض ملوك هذه الأسرة من الإقامة  بها و جعلها العاصمة هو السيطرة على  سياسة البحر الأبيض المتوسط .
عُرفت فى العصر الرومانى باسم " تانيس" ، و ذكرت فى التوراة باسم " صوعن " ، و اسمها فى العربية " صان"
وأضيف إليها "الحجر" إشارة إلى الكم الهائل من الأحجار المتبقية من آثار المدينة الفرعونية.

العاصمة الحادية عشر :-
" شوبك بسطة " 945 ق.م – 730 ق.م  فى  الأسرة الثانية و العشرون - الأسرة الثالثة والعشرون .
موقعها الحالى (مدينة الزقازيق - محافظة الشرقية) .
اسمها الفرعونى " باست " و أيضاً  " بر  باستت " ومعناها  " بيت النترة  باستت " وهى رمز هذه البلدة وكان يرمز لها بالقطة.
 ذكرت فى التوراة باسم " فيبستة " ، اسمها اليونانى
" بوباستت " وكذلك فى العصر الرومانى ، و أصبحت فى العربية " بسطة " وكمعظم المناطق الأثرية التى تحولت بمرور الزمن إلى تلال فسبقت كلمة " بسطة " بكلمة
" تل".


العاصمة الحادية عشر :-
" صا الحجر"  730 ق.م  – 716 ق.م  فى الأسرة الرابعة والعشرون .
 موقعها الحالى ( صا الحجر - مركز بسيون – محافظة الغربية ).
اسمها الفرعونى  " حت  نيت "  أى  " قلعة  نيت " أو "مقر نيت " .
وعرفت  أيضاً باسم "ساو" ، واسمها الرومانى "سا يس" ، واسمها القبطى "سا" ، وأصبحت فى العربية  "صا" وأضيف إليها مقطع  " الحجر"  للإشارة إلى الكم الهائل من الأحجار المتبقية من آثار المدينة الفرعونية.


العاصمة الثانية عشر :-
" نبد تا  "  716 ق.م  – 663 ق.م  فى الأسرة الخامسة والعشرون .
 فى هذا العصر ضعف الحكام  ومرت البلاد بعصور ضعف ، واستولى على الحكم أسرة كوشية ذات أصول ليبية ونقلوا العاصمة إلى مدينة " نبد تا " التى تقع حالياٌ فى
( سفح جبل بركة فى السودان ) ، وتلك المدينة قد بناها الملك المصرى تحوتمس الثالث ليعيش بها النوبيين القادمين إلى مصر من ليبيا , وتُعرف بالعربية باسم "نبتة" واسمها مشتق من كلمة " نبدى" التى أطلقها المصريون على النوبيين ومعناها مضفر الرأس , و"نبد تا" معناها أرض مضفرى الرأس فكان غرض الملك المصرى تحوتمس الثالث تخصيص مكان محدد للنوبيين منعاً للمشاكل وللحد منها , ولأنهم فضلوا عدم الإختلاط بالمصريين ولم يتزاوجوا معهم كما فعل المشواش.
وقد هدمت هذه المدينٌة عام 24 ق.م.
فى بادئ الأمر كانت نبتة هى العاصمة لكن بوصول الكوشيون إلى الشمال والسيطرة على أرض الشمال تم نقل العاصمة إلى منف.

العاصمة الثاثة عشر :-
" صا الحجر"   663 ق.م – 525 ق.م  فى  الأسرة السادسة والعشرون .
كانت هذه الأسرة مصريةٌ ونقلت العاصمة إلى مدينة
" ساو" مرة أخرى ، اشتهرت فيها هذه العاصمة  بمدرستها التى كانت تغذى مصر بالأطباء والعرافين , كما اشتهرت بمصانعها الهائلة لنسج الكتان.
وأ يضاً أصبحت " ساو" لمرة أخرى و الأخيرة عاصمة لمصر فى فترة حكم  الأسرة الثامنة والعشرون  فى الفترة من  404 ق.م – 398 ق.م.
بينما الأسرة السابعة والعشرون التى كانت فارسية نقلت العاصمة فارسية أعادت العاصمة إلى منف.


العاصمة الرابعة عشر :-
" منديس"   398 ق.م – 379 ق.م  فى الأسرة التاسعة والعشرون .
موقعها الحالى (قرية  تمى الإمديد - مركز تمى الإمديد -محافظة الدقهلية) , يتكون اسمها الحالى من اسمى مدينتين قديمتين كانتا منفصلتين وهما أطلال مدينة
" تيموس" الفرعونية وهى " تمى" و تعرف الآن باسم " تل عبد الله بن سلام" ، وأطلال مدينة " منديس " وهى
" الإمديد " , وتعرف حالياً باسم " تل الربع" .


العاصمة الخامسة عشر :-
 " سمنود "  379 ق.م – 341 ق.م فى  الأسرة الثلاثون .
 موقعها الحالى (مدينة سمنود - محافظة الغربية ) ، اسمها الفرعونى " تب  نتر " وهو اسم مكون  من مقطعين  كلمة " تب " و تعنى  الأرض العالية ومنها فى العربية "تبة"، وكلمة " نتر " و تعنى كيان إلهى أو كيان مقدس , فيصبح معناها " الأرض العالية المقدسة " ، اسمها الرومانى " سبن توس" ، واسمها القبطى " سمنوت " ثم فى العربية " سمنود " .
ظلت سمنود عاصمة طوال فترة حكم الأسرة الثلاثون ، ثم عاد الفرس لمرة ثانية وحكموا مصر لمدة 9 سنوات.


العاصمة السادسة عشر :-
عادت العاصمة إلى منف فى الأسرة الحادية والثلاثون ,وكانت أسرة فارسية.



العاصمة السابعة عشر :-
" مدينة الإسكندرية "  332 ق.م – 641 م ,  فى عام 332 ق.م احتل الإسكندر المقدونى مصر وأسس مدينة
" الإسكندرية " على أسس خمسة مدن فرعونية قديمة وجعلها عاصمة البلاد ، وظلت من سنة 332 ق.م  إلى سنة 641 م عاصمة لمصر فى المدة التى كانت تحت الحكم البطلمى  والرومانى .
وفى عام 641 م فتح عمرو بن العاص مصر و نقل العاصمة إلى مدينة "الفسطاط".


العاصمة الثامنة عشر :-
" الفسطاط "  641 م – 750 م  , 20 ه - 132  ه ,  فى الوقت الذي  دخل فيه العرب  مصر بقيادة عمرو بن العاص عام 640 م اختارالموقع الاستراتيجى  والحضاري القائم عند تفرع  النيل إلى دلتاه  حيث أسس  العاصمة
الإسلامية العربية الأولى  " الفسطاط " فى المكان الفسيح الذي  يقع إلى الشمال من حصن  بابليون وهو موقع له أهميته من الناحية الحربية والعمرانية ..
وأقام  عمرو بن العاص فى وسط مدينة الفسطاط  مسجده العتيق وهو يعد أول مسجد يؤسس ليس فى مصر فقط  بل فى أفريقيا كلها.
وظلت الفسطاط عاصمة البلاد من سنة الفتح  سنة 132 هجري لمدة 112 سنة هجرية , حتى زالت دولة بنى أمية.
العاصمة التاسعة عشر :-
" العسكر"  750 م – 868 م  ,    132 - 283 هجرية  , عاصمة مصر فى الدولة العباسية.
أسس العباسيون مركزاً أخر لدولتهم يقع فى الشمال الشرقى من الفسطاط وسميت " العسكر" فى عام 751 م وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحت مدينة كبيرة.



العاصمة العشرون :-
" القطائع"   868 م – 905 م  , عاصمة مصر فى الدولة الطولونية.
أسس أحمد بن طولون  فى عصر الدولة الطولونية مدينة "القطائع" فى الجانب الشمالى من " العسكر" وأقام فى وسطها مسجداً جامعاً يعد من أكبر مساجد العالم الإسلامى وأروعها , وقد كانت مدينة القطائع مقسمة إلى خطط أو قطائع تضم كل قطعة منها جماعة من السكان.


العاصمة الحادية والعشرون :-
" الفسطاط "  905 م – 969 م ,  عادت العاصمة لمدينة
" الفسطاط " مرة أخرى وظلت كذلك حتى خضعت مصر للحكم الفاطمى.


العاصمة الثانية والعشرون :-
" القاهرة "  969 م – حتى الآن ,  أسس القائد جوهر الصقلى مدينة القاهرة عام 969 م – 358 هجرية  بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمى وبنى حولها سوراً على شكل مربع ، طول كل ضلع من أضلاعه 1200 ياردة بمساحة 340 فداناً وبنى فى وسط هذه المساحة قصراً كبيراً بلغت مساحته 70 فداناً وقد اتسعت هذه المدينة شيئاً فشيئاً ونمت نمواً ملحوظاً وتبوأت مكانتها المرموقة فى ظل الخلفاء الفاطميون واتصلت مبانيها بمبان المدن الإسلامية الثلاث السابقة  (الفسطاط - العسكر - القطائع) وصارت تؤلف معاً أكبر المدن الإسلامية فى العصور الوسطى.
وأصبحت القاهرة من أهم مراكز الإشعاع الثقافى فى ذلك الوقت وتم إنشاء " دار الحكمة " ودار للكتب فى قصر الخلافة تعد من أضخم ما عرف فى العصر الوسيط وأقام الفاطميون أيضاً الجامع الأزهر وهو أول عمل فنى معماري لا يزال قائماً حتى اليوم وأصبح ذا شهرة عالمية واحتل مركزاً مرموقاً فى العالم الإسلامى.
وسرعان ما تزعمت القاهرة قيادة العالم الإسلامى فى عصر صلاح الدين الأيوبى فقد كانت الدرع الواقية للعرب والإسلام إذ وقع عليها العبئ الأكبر فى إخراج الصليبيين من المشرق العربى .
وقد أحاط صلاح الدين عواصم مصر الإسلامية الأربع السابقة وكذا قلعة الجبل التى بناها لحماية القاهرة بسور واحد يمتد من قاهرة الفاطمين شمالاً إلى منطقة أثر النبى جنوب مدينة الفسطاط ولا تزال أجزاء كثيرة منه باقية حتى اليوم .
وقد اتخذت القلعة منذ عهد صلاح الدين داراً للملك حتى عصر الخديوي إسماعيل حين نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين.
بهرت القاهرة الأتراك العثمانين عندما دخلوها عام  1517 م  بسبب ما كانت عليه من عمران متسع  ومنشآت معمارية كثيرة العدد فخمة البناء موزعة فى أحيائها الكثيرة التى نمت وازدحمت فى عصورها التاريخية المتعاقبة.
انتقلت القاهرة من حياة العصور الوسطى إلى الإتصال بالحضارة الأوروبية من خلال الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 م , ثم فى إطار بناء دولة عصرية حديثة فى مصر بدءاً من عام 1805م .
وقد شهدت القاهرة فى هذه الفترة مرحلة جديدة فى عمارتها وأُعيد تخطيطها من جديد لتتماشى مع الحياة الحديثة.
إن لمدينة " القاهرة " سحرها وجلالها الذي يشيع  فى الإنسان إحساساً عميقاً بتواصل مسيرة الإنسان وفخره بهذا التراث العريق الشاهد على  حضارات عدة.
إن كل مكان فيها يحمل أثراً لواحد من عصور التاريخ حتى تكاد تكون المدينة الوحيدة فى العالم التى توجد بها آثار لأربع حضارات هى : الفرعونية والرومانية والمسيحية والإسلامية , وهى تحتوىهم جميعاً فى بوتقة واحدة فريدة فى تعددها ووحدتها فى نفس الوقت.

تعد هذه القائمة نموذج صغير لأسماء العواصم  والمدن المصرية عبر العصور ، ومن الملاحظ  أنه رغم توالى الغزاة والحضارات على مصر إلا أن الهوية المصرية كانت أكبر وأعظم من أن يتم محوها , ووقفت بشموخ أمام المشوهيين الذين أرادوا تشويه الهوية المصرية ومحوها وفرض الصبغات الأجنبية على ملامحها الجبتية العريقة , فالزمن كان قادراً على الحفاظ على الموروث المصرى من أسماء المدن .

#اعرف_أصلك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دمت لي

أصل شعوب العالم