مقدمة عن التاريخ المصرى
مقدمة عن التاريخ المصرى
بعد دخول المسيحية مصر اختفى تاريخ مصر الفرعونى من عقول المصريين ولم
يبقى منه ذكرى سوى كونه تاريخاً وثنياً وفقاً لإعتقاد المسيحيون فى ذلك الوقت , وعجز
المصريون تماماً عن قراءة اللغات المصرية (الهيروغليفية والديموطيقية والهيراطيقية)
واقتصرت معرفتهم باللغات القديمة على اللغة القبطية وهى نفسها اللغة الديموطيقة
لغة الشعب أى اللغة العامية لكنها مكتوبة بالحروف اليونانية مع الإحتفاظ بسبعة
أحرف من الديموطيقية وتطور النطق ليختلف قليلاً عن الديموطيقية .
ورغم استمرار المصريون فى إستخدام الغة القبطية إلا أن إختلاف الحروف
خلق إختلاف فى النطق , ومع دخول الإسلام وتعريب مصر وجعل اللغة العربية لسان الشعب
أصبحت القبطية مجرد لغة كُتِب بها الإنجيل وتستخدم فى الكنيسة فقط ولا يتعامل بها
الشعب , ومنع المسلمون من التعامل بها كونها لغة تخص المسيحيون فقط.
وعلى الرغم من ذلك فلم تُمحى اللغة المصرية من ذاكرة ولسان المصريين
فمازال الكثير من الكلمات القديمة متواجدة فى لغتنا العامية وتُعتبر عامية مصرية .
الكثير من الشعوب الأجنبية سواء شرقية أو غربية تهتم بتاريخ مصر وحضارتها
, ورغم الإدعاءات بأن تاريخ مصر كان مُبهماً ومجهولاً حتى قام شامبليون بفك رموز حجر
رشيد إلا أن المؤرخين كثيراً ما كتبوا عن تاريخ مصر القديم , والجدير بالذكر أن جهل
الشعب المصرى بلغته وبتاريخه كان نتيجة الإحتلال والقمع والغزو الفكرى واللغوى الذى
فرض على المصريين التحدث بلغة غير لغتهم الأم , ومن ثَم محو أى ذكر لتاريخهم وحضارتهم
سوى ترديد أن الحضارة الفرعونية كانت حضارة وثنية وحكامها جبارين , ولم يروج المستعمرين
سوى قصص مثل قصة فرعون موسى وهامان وقارون والسامرى وانتشار السحر والسحرة وقصة يوسف
مع إمرأة العزيز والنسوة اللاتى قطعن أيديهن ..
إلا أن تلك القصص لا تخص المصريين على الإطلاق وإنما هى قصص تتعلق ببنى
إسرائيل الذين عاشوا فى مصر فترة من الزمان , ففرعون موسى لم يكن ملكاً مصرياً فالبعض
يقول أنه من الهكسوس ويقال أنه ملكاً فارسى وكذلك هامان وقارون , أما السحرة والسامرى
فهم من بنى إسرائيل من قوم موسى عليه السلام , وكذلك عزيز مصر فى قصة يوسف عليه السلام
لم يكن هو وحاشيته من المصريين , فلذلك كان الترويج لمثل تلك القصص مسيئاً لتاريخ مصر
ولأهلها.
كانت مصر فى عيون الغرب هى مهد الحضارة والثقافة والعلوم كالهندسة والزراعة
والملاحة ومصر هى أساس معرفة الفنون والعلوم واللغات والأبجدية والكتابة وهى مهد كل
الإختراعات والصناعات , واهتم الغرب بتاريخ مصر ورأى فى أثارها كنوزاً رغب فى إمتلاكها
لدراستها والإستفادة منها.
بينما الشرق كالعرب لم يروا فى مصر وكنوزها سوى ثروات جاهزة للنهب والتربح
منها , حيث تهافت الأجانب من كل مكان للحصول على الكنوز الفرعونية , أما الذين عاشوا
فى مصر وادعوا أنهم من المصريين وأنهم أصحاب الأرض هم من باعوا أثارنا , ووُجدت عائلات
نوبية وعربية سكنت جنوب مصر قد ذاع صيتها فى
سرقة المقابر الفرعونية وبيع ما بها من مقتنيات , ومازال هذا الأمر مستمراً حتى الأن
وكما ذُكِر فهؤلاء السارقين ليسوا مصريين لذلك لا يهتموا بالحفاظ على أثار مصر.
ھناك كُتُباً عدة تتحدث عن مصر وتصف تاريخها لرحالة ومؤرخین يونانیین
ورومان من أمثال ھیرودوت وديودورس الصقلى واسترابون وبلوتارخ وغیرھم ممن زاروا مصر
وكتبوا عنھا وعن ثقافتھا وتاريخھا بموضوعیة , بينما الأتراك والفرس والعرب لايروا عجائب
مصر على النحو الذى يراه الأوروبیون وكما رأه الیونايون والرومان , فالشرقيين يروا
أن تاريخ مصر ماهو إلا تاريخ وثنى لا يهتموا به ولا يهتموا بمعرفة أسرار وعلوم مصر
.
#اعرف_أصلك
#اعرف_أصلك
تعليقات
إرسال تعليق