المصريون وتاريخ مصر
المصريون وتاريخ مصر
بعد دخول المسیحیة مصر اختفى تاريخ مصر الفرعونى
من ذاكرة المصريین ، وعجزوا عن قرأة الحروف المصرية القديمة (الھیروغلیفیة والھیراطیقیة
والديموطیقیة) ، وتم تدمیر وتخريب العديد من المعابد المصرية. فالمسیحیین المصريین
فى ذاك الزمن لم يھتموا بأبعد من تاريخ مصر منذ أن دخلتھا المسیحیة ، بل ظھرت فى مصرحركات
تعادى تاريخ مصر الفرعونى وآثارھا وتنشر فكرة أن الحضارة الفرعونية حضارة وثنية , والمؤرخون
المسلمون من جھتھم لم يھتموا بما كتبه المؤرخون الیونانیون والرومان عن تاريخ مصر
, وتوجد مؤرخات قليلة جداً تتحدث عن تاريخ مصر وأغلبها يحاول أن يُرجع تاريخ مصر لشعوب
ما بعد الطوفان وينسب المصريين لمصريم بن بيصر بن حام بن نوح , إلا أن المصريون ينتسبون
إلى أبعد من ذلك حتى أن اسم مصر يعود إلى مصريم بن عرياق بن أدم وهو مصريم الأول وبالطبع
سابق لنوح والطوفان بألاف ألاف السنين .
ووعلى شاكلة العرب نجد أن المؤرخين الأجانب يجتهدوا
لنسب الحضارة الفرعونية إلى الكوشيين من نسل حام بن نوح لرفع شأن الأفارقة السود
على حساب المصريين السكان الأصليين للقارة الأفريقية , وهو أمر خاطئ أيضاً ولا يصح.
وفى هذا الصدد تنطبق مقولة برنارد شو "
إحذر من العلم الزائف , فهو أخطر من الجهل " ..
فعندما تم محو هويتنا وتشويه تاريخنا والترويج
لتاريخ مزيف فقد المصريون الكثير وأصبحوا فريسة سهلة لكل مزور ومشوه للحقائق ولكل من
يحمل الضغائن والحقد تجاه مصر والمصريين.
للوصول إلى حقائق التاريخ يجب على الباحث الرجوع
للعديد من المصادر , ولا يجب أن يعتمد فى بحثه على المصادر التاريخية فقط بل يجب الرجوع
إلى القصص الدينية من أول الخليقة ودراستها جنباً إلى جنب مع التاريخ واللغات والأساطير
وربطها جميعاً للوصول إلى الحقيقة , فغالباً ما يتم إخفائها من أحد المصادر لكنها تظهر
فى مصادر أخرى , وبدراسة الأساطير نجد أنها تقوم دوماً على جزء من الحقيقة وكذلك
دراسة اللغات تكشف العديد عن أصل الكلمات
ونشأتها الأولى .
أما عن تقسيم التاريخ الفرعونى فيتم تقسيمه بعدة
طرق منها :
1- تقسيم وفقا للعصر الحجرى وعصر إستخدام المعادن
2- عصر ماقبل الأسرات وعصر الأسرات
3- عصر ماقبل الطوفان وعصر مابعد الطوفان
أول تقسيم يعتمد على مواد التصنيع ويحدث تداخل
بين العصور وبعضها , فرغم دقته وتحديد الزمن بالتقريب إلا أنه يوحى أن كل فترة أو كل
عصر كان يقتصر على إستخدام مادة واحدة فقط , كما يوحى بأن العصور القديمة لم تكن متحضرة
وكانت بدائية جداَ.
التقسيم الثانى يتناول العصور المسجلة فقط وهى
عصور قريبة لا تتجاوز الألف العاشر قبل الميلاد وربما تعود لأبعد من ذلك قليلاً , حيث
يتناول بالحقبة الفرعونية فقط متناسياً أو بالأحرى متجاهلاً الحضارات المصرية السابقة
على الحضارة الفرعونية ماحياً ذكراها من التاريخ , وبهذا الوقت يؤرخ ظهور إدريس عليه
السلام الذى ولد وعاش فى مصر وأنزلت عليه الصحف التى تحوى العلوم والفنون التى قامت
على أساسها الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية ومثيلاتها البابلية والحيثية واليونانية
, ويعوز إليه الفضل فى تعلم الكتابة فهو أول من تعلم الأبجدية وأول من خط بالقلم وتحدث
بلغات عديدة على الرغم من وجود لغات وكتابات مصرية قديمة سابقة لعصره إلا أن الفضل
يعوز إليه فى تطور الأبجدية المصرية ونشأة الأبجديات الأخرى كالسومرية والفينيقية
, وتلك الفترة تُعد أزهى العصور الحضارية فى مصر والعالم أجمع .
أما التقسيم الثالث فيتناول تاريخ الشعوب وترتيبها
, وهو أهم الدلائل التاريخية على أن الشعب المصرى سابق الوجود لسائر الشعوب , وكذلك
يؤكد أن شعوب العالم أجمع تنحدر من سلالة شيث عليه السلام وهو أول من استوطن أرض مصر
مع ذريته وعدد من إخوته وذرياتهم .
وبرغم وجود هذا التقسييم الذى يُرجح كفة
التاريخ المصرى إلا أن الكثير من الباحثين فى التاريخ يعتمدون على تقسييم الشعوب
بعد الطوفان فقط وذلك لأغراض عنصرية بحتة.
#اعرف_أصلك
تعليقات
إرسال تعليق